:: منتدى التكوين المهني و التعليم التقني ::

:: منتدى التكوين المهني و التعليم التقني ::

Link to :: منتدى التكوين المهني و التعليم  التقني ::

الكذاب

Posted: 16 Aug 2013 03:53 AM PDT

تستطيع ان تكتشف ما إذا كان الشخص المتحدث كاذباً ،بأمارات معينه
تكشف به اثناء حديثه ... هذا ما يؤكده الدكتور " مارك كناب " استاذ الاتصالات
بجامعة " بوردو " فقد اجرى تجربة طلب فيها من مجموعة أشخاص أن
يكذبوا في موقف ، وان يقولوا الصدق في موقف آخر . وسجل إجاباتهم على
أشرطة ثم حللها فوجد 14 فرقا على الأقل بين الصادقين والكاذبين
ويمكن بناء على ذلك تقسيم الإمارات الى سبعة أقسام :
1- زيــغ النــظــر :
جرت العادة على أن يطلب المستمع من المتحدث أن ينظر في عينيه
مباشرة ، لمعرفة ما إذا كان كاذبا اذ زاغ نظره أثــنـاء الحديث .
وهذه إماره جيده تستخدمها جميع الشعوب لكن علينا ان نتذكر ان
المتمرسين على الكذب يحاولون التهرب من النظر الى عينيك مباشرة
2-التلكـــف العـــصبي :
يميل الكذاب الى تكلف منظر الجاد في سيماء وجهه وفي نبرات صوته ، كما يختار
كلمات جيده لكنه لا يفطن الى أنه يكشف نفسه ببعض التصرفات العصبية
اللاإرادية ، كمسح النظاره ، ولمس الوجه ، وغير ذلك من الإشارات
العصبيه التي تنم عن الكذب
3-اســـتخدام كـلمات قــليلة :
المعتادون على الكذب يستخدمون اقل عدد ممكن من الكلمات ويتكلمون
ببطء كما لو كان من الصعب عليهم إيجاد الكلمات ، وهم في الحقيقه يفكرون
فيما عساهم يقولون من اكاذيب ويحاولون ترجمة تخيلاتهم . وهناك
أيضا كذابون
ينهجون العكس تماما ليثبتوا أنهم صادقين لأنهم يعرفون أنهم اذا تكلموا
بسرعه وتحدثوا كثيرا يربكون المستمع فلا يجد وقتا لاكتشاف كذبهم.
4-الـتـــكـــرار :

الكذاب يميل عادة الى استخدام نفس الكلمات مرات متتاليه .
وكذلك نفس المبررات.
5-التــعــمــيــم :
يحاول الكاذب تجنب مسئولية أفعاله باستخدام اسلوب
التعميم ،كأن يسال
رئيس مرؤوسه عن سبب تأخيره فيرد الموظف قائلاً
(( كل الموظفين يتأخرون .. حركة المرور سيئه ))
والكاذب يطلق كثيرا من
التعبيرات العامه بدون تحديد يعرضه للاكتشاف .
6-تجنب الإشاره الى الذات :
يتجنب الكاذب عادة استخدام كلمة " أنا " ويقول بدلا منها ..
" نحن " أو " الناس " او " كلهم " أو " الواحد منهم.

7-اطــلاق كــلمات الإســـتخفاف بالآخرين :

الكذاب يميل الى ان ينسب للآخرين تصرفات أو اقوال رديئه
خصوصاً رذيلة الكذب التي هو مصاب بها.
واخيراً .. فإن الكاذب سريع النسيان وقد يفضح نفسه بنفسه من كثرة أكاذيبه
ومواقف الكذب التي عاشها وتناقضها احيانا مما يدعو الى الإرتباك

أين نحن منهم ؟؟؟

Posted: 16 Aug 2013 03:13 AM PDT

الجزائر في : 14 أوت 2013

إن النقابات المستقلة الجزائرية تتابع بحزن وأسى عميقين لما يجري لأشقائنا في مصر جراء المجازر البشعة و التقتيل الجماعي ، وانتهاك حقوق الإنسان ضربا لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية ، منتهجين شريعة الغاب و الهمجية ضد مواطنين مسالمين عزل في عالم يدعي التحضر والعصرنة أمام مرأى ومسمع العالم والذي يقابله صمت مطبق لاغتال الديمقراطية في أرض الكنانة التي دون شك ستكون لها تبعات في العالمين العربي والإسلامي ، تُرتكب المجازر في حق الشعب المصري الشقيق المعتصم سلميا في ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى ذنبه الوحيد أنه اختار بكل أطيافه وتوجهاته عبر صناديق الاقتراع الشفافة من يثق فيهم لحكمه ، أمام هذا الانتهاك الصارخ لأدنى حقوق الإنسان لفض اعتصامات سلمية من أجل المطالبة بحقوق مشروعة والتي تكفلها جميع القوانين و الأعراف الدولية ، وعليه فإن النقابات المستقلة الجزائرية وشعورا منها بالمسؤرولية التاريخية والإنسانية وتبرئة للذمة تعبر عن سخطها ورفضها لهذه المجازر وتدعو كل أحرار العالم خاصة في العالمين العربي والإسلامي إلى :

· التنديد بالمجازر المرتكبة في حق المعتصمين السلميين العزل في ميداني النهضة ورابعة العدوية بمصر وبصمت المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين.

· تحميل السلطات المصرية مسؤولية إراقة الدماء لمواطنين عزل مسالمين.

· دعوة النقابات العربية والإسلامية والدولية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الدولي التحرك للضغط على حكوماتهم للتدخل العاجل من أجل توقيف المجازر.

· الدعوة لتحكيم لغة العقل وضبط النفس والحوار المسؤول باعتباره الحل الأمثل لحل المشاكل .

وأخيرا / إن النقابات المستقلة الجزائرية تدعو الحكومات العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها التاريخية ، والضغط بكل الوسائل للتوقيف الفوري للمجازر ، ومد يد العون والمساعدة للشعب المصري بكل الوسائل المتاحة .

معا من أجل توقيف المجازر وحقن دماء شعب عربي مسلم شقيق

الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين unpef

- النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية snpsp

- النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين snapsy

هل تعلم ؟

Posted: 16 Aug 2013 02:58 AM PDT

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون... انطلاقاً من أن الدين هو الحياة القويمة، قبل أيام أحد أصدقائي قال لي: إن مقابلةً تمَّت في بعض المحطات الفضائية، تتعلَّق بالغذاء الذي يأكله الناس في شتّى بقاع الأرض، وكيف أن هناك خللاً خطيراً في هذا الغذاء، انطلاقاً من أهمية التوعية الصحية، أردت أن أجعل هذا الدرس في موضوعاتٍ هي في رأيي ليست بعيدةً عن الدين، ولكن في رأي مستمعٍ آخر قد يتوهم ألاّ علاقة لها بالدين، فأنا أؤمن أن الدين هو الحياة، وأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف.
أبدأ هذا الدرس بقوله تعالى:

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)

( سورة الشعراء )
فلم يقل: وإذا أمرضني، " وإذا مرضت " فالقرآن الكريم يشير إلى أن أصل المرض من صنع الإنسان..

مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ

( سورة الملك: من آية " 3 " )
إتقانٌ ما بعده إتقان، ودقةٌ ما بعدها دقّة، وإحكامٌ ما بعده إحكام.

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ

( سورة الشعراء )
استنبط علماء التفسير، وهذا كلام رب العالمين، أن أصل المرض بسببٍ آو بآخر يعود إلى الإنسان، لأنه خالف منهج الله، في الأمور التي تتعلَّق بصحته.
أيها الإخوة... النقطة الدقيقة في هذا الدرس: أن الله عز وجل شاءت حكمته أن يجعل لكل شيءٍ سبباً، وأن هذا الكون مبنيٌ على نظام السببية، وأنّه مِن لوازم عبوديَّتك لله عز وجل أن تتأدَّب مع قوانينه التي تحكم جسمك، كلُّ هذا مستنبط من قوله تعالى:

وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
( سورة الشعراء )
النقطة الثانية: يجب أن تعلم علم اليقين أن أكبر عدوٍ لك على الإطلاق ليس الذي يتربَّص بك، وليس الذي يُخَطِّط ليهجم عليك، إن أعدى أعدائك هو الجهل، لأن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به.
أخ طبيب، جزاه الله خيراً، استشارني في أن يتخصص بالأمراض النسائية، قال لي: مع علمي أن هناك مطبَّات في هذا الاختصاص، ولكن الذي يؤلمني أشد الألم أن تجد المرأة المسلمة في وقتٍ مبكِّر تتراجع صحتها، لجهلٍ فاضح في نظامها الغذائي، وفي حركتها، وفي أدائها أعمالها اليومية.
فمثلاً، مرضٌ خطير يصيب النساء بعد الأربعينات، بعد الخمسينات وهو مرض " ترقق العظام "، هذا المرض من أخطر الأمراض، لأدنى تعثر ينكسر عظم الفخذ، أو عنق الفخذ، أو عظم الحوض، عظم هش رقيق، هشاشةٌ ورِقَّة، والوقاية الناجعة لهذا المرض هي المَشيُ، وتناول المواد الكلسية، وفي مقدمتها الحليب، فالمرأة ينبغي أن تكون واعيةً إلى أن هيكلها العظمي قوام جسمها، وأن هذا الهيكل العظمي يحتاح إلى تدريب.
ذكر لي أخ جراحُ عظام في أمريكا، فقال: أجريت عملية تبديل مفصل للاعب كرة سلة، وأردف قائلا: في حياتي كلها ما شاهدت عظمًا كالفولاذ صلابة وقوةً إلا هذه المرة، فانتبهت أنا إلى أن الحركة تقوي العظم، وعدم الحركة تصيب العظم بالهشاشة أولاً، وبالترقق ثانياً.
وقد يقول قائل: ما علاقة هذا الدرس بالدين، الدين هو الحياة، والمؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى مِن المؤمن الضعيف، قال أحدهم: أذهب إلى بلاد الغرب فأرى النساء في السبعينات وفي الثمانينات بصحةٍ جيدةٍ، ونساؤنا في الخمسينات، في صحةٍ سيئةٍ، السبب الجهل، والجهل أعدى أعداء الإنسان.
أيها الإخوة... النقطة الأولى: في المجتمع الإسلامي أوهام كثيرة، مثل:

(( أنْ كُلْهَا وسَمِّ الله، ولا يضر مع اسمه شيء، هذا جهلٌ فاضحٌ بالدين، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ قَالَ اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ))

( رواه الترمذي )
لا يتناقض التوكل مع الأخذ بالأسباب إطلاقاً، بل كنت أقول دائماً: ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، والغرب أخذ بالأسباب، وجعلها كل شيء، ونسي الله عز وجل، فوقع في الشرك، والشرق لم يأخذ بها جهلاً أو تجاهلاً فعصى، وكأن طريق الإيمان طريقٌ على طرفيه واديان سحيقان، الوادي الأول وادُ الشرك، والوادي الثاني وادُ المعصية، فمن أخذ بالأسباب واعتمد عليها وقع في الشرك، ومن لم يأخذ بها وقع في وادي المعصية.
أيها الإخوة... مِن لوازم عبوديتك لله عز وجل أن تتأدَّب مع قوانينه التي تحكم جسمك، حدثني أخ قال: في بريطانيا بلدة فحصوا كل أفرادها، فلم يجدوا مع أيّ واحدٍ منهم ضغطاً مرتفعاً، السبب هذه البلدة تعزف عن أكل المِلح، وتناول الملح عادةٌ غذائيةٌ سيئة، لأن الجسم يستطيع أن يأخذ الملح مِن أي عنصرٍ غذائيٍ آخر، من التفاح يأخذه أحياناً، فهناك عادات غذائية سيئة تحكم حياتنا، نظام معيشي معيّن يحكم حياتنا، أنواع مِن الأغذية قد تحكم حياتنا.
أنا ما أحب أن أطيل في هذا الموضوع، ولكن الشيء الذي يلفت النظر أن حبة القمح تحوي كل الخير ؛ فالمعادن، والفيتامينات، وكل الخير في قشرتها، نحن ماذا نفعل ؟ نطعم قشرتَها الدوابَ، ونأخذ لُبَّها الذي لا جدوى منه إطلاقاً، هذا القمح الأبيض الصافي منظره جميل، وقد يكون طعمه طيّبًا، ولكنه غراءٌ جيدٌ للمعدة، وقد قال بعضهم: احذر السموم البيضاء الثلاث: الدقيق الأبيض، والسكر الأبيض، والملح الأبيض.
طبعاً ذكرت هذا انطلاقاً كما قلت في مطلع الدرس مع مقابلةٍ جرت مع عالمة تغذيةٍ، ذَكَرَت أشياء دقيقة تلفت النظر إليها، وركزت على موضوع القمح، وأول بدعةٍ ابتدعها المسلمون بعد وفاة رسول الله " نخل الدقيق "، كل الخير في قشرة القمح، نحن نلقي بالقشرة للدواب، ونأخذ اللب، ونظن أننا متحضّرون، فالحضارة أن تتوافق مع تصميم الله لغذاء جسمك، هذه واحدة.
طبعاً مِن حين لآخر أحب أن أُذَكِّر: أن النعم الكبرى ثلاث ؛ أول نعمةٍ على الإطلاق أن تكون مهتدياً إلى الله، حتى إن بعض العلماء قال: تمام النعمة الهدى، النعمة التي تليها مباشرةً نعمة الصحة، فما قيمة المال ؟ وما قيمة العز والسلطان ؟ ما قيمة الحاجات المتوافرة حولك إن لم تكن صحيحاً ؟ فلذلك صحة المؤمن ليست مِلْكَه، صحته مِلْك أسرته، وصحته ملك المسلمين، فعنايته بصحته نوعٌ مِن العبادة، أقول مرةً ثالثة: الإسلام هو الحياة.
أيها الإخوة... أنت في الدنيا مِن أجل أن تصل إلى الجنة، ثمن الجنة العمل الصالح، العمل يحتاج إلى قوة، يحتاج إلى صحة، يحتاج إلى نشاط، فالإنسان حين يفقد صحته، أصبح أعضاءً وأشلاءً، ويصبح عالةً على الناس، وعبئاً عليهم، فحينما تعتني بصحتك، وتتأدب مع القوانين التي تحكم جسمك هذا من الدين، وكل إنسان لا يعبأ بهذه القوانين هو يُصَغِّر منهج الله عز وجل، وعاقبته عندئذ وخيمة.
هناك شيء يلفت النظر، وقد حدثني بعض الإخوة الأكارم أن أمراض السرطانات، الأورام الخبيثة، نسبها مرتفعة إلى درجة مخيفة، إلى تسعة أمثال، في هذه السنوات العشر، نسب الإصابة بهذه الأورام ارتفعت إلى تسعة أمثال، وهذا يدل على خلل في حياتنا، إذًا عندنا أشياء غير طبيعية، هناك مَن يعزو هذا إلى الطعام المُعَلَّب، ونحن بفضل الله عز وجل لا تزال بيوتنا تأكل الطعام الطازج، بل إن أحد الأصدقاء، جزاه الله خيراً، قال لي: أجريت دراسة دقيقة في العالم الغربي عن غذاء الشعوب، كان غذاء شعوب حوض المتوسط مِن أفضل أغذية الشعوب في العالم، والأسباب أن هذا الغذاء يعتمد على البروتين النباتي، أي الحمص والفول، ويعتمد على السيلولوز، نحن نأكل البرتقالة بكاملها، والتفاحة بكاملها، وليس لدينا إمكانية نشرب كأسًا من العصير ثمنها سبعون ليرة، هذا فوق طاقة الأسرة المتوسطة، نحضر كيلوين من البرتقال لنأكلها، فحينما تأكل الفاكهة كما خلقها الله عز وجل، وحينما تأكل الخضر والفواكه كما خلقها الله عز وجل، معنى ذلك أن الأمعاء تمتلئ بالسيلولوز، وامتلاء الأمعاء بالسيلولوز يقلِّل إبقاء الطعام في الأمعاء إلى أقل وقتٍ ممكن، وهذا السيلولوز يمتص الكولسترول الزائد، فالمعنى أن تأكل الطعام كما خلقه الله عز وجل فهذا صحة.
طبعاً هناك ملاحظات كثيرة، ولكن غذاء شعوب حوض المتوسط يُعَدُّ من أفضل أغذية شعوب العالم، لأنه يعتمد على البروتين النباتي، ولأسباب اقتصادية، بسبب فقر هذه الشعوب أحياناً يعتمد على أكل السيلولوز مباشرةً، كالخضار والفواكه، والشيء الثالث: تعتمد هذه الشعوب على زيت الزيتون، وزيت الزيتون ربنا جل جلاله وصف هذه الشجرة بأنها مباركة:

يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ

( سورة النور: من آية " 35" )
وإلى عهدٍ قريب كان هناك مَن يتوهم أن زيت الزيتون مؤذٍ، لكن الحقيقة أنني قرأت مقالةً علميةً حول زيت الزيتون: وإذا به يخفض الضغط، ويخفض الكولسترول، ويقي الشرايين مِن التصلُّب، فهذا الزيت كما قال عليه الصلاة والسلام:

(( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرةٍ مباركة ))

( الجامع لأحكام القرآن )
بالمناسبة أيها الإخوة، ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في شؤون الصحة لا علاقة له إطلاقاً بثقافته، ولا بثقافة عصره، إنه وحيٌ مِن الله عز وجل، إنه مِن خالق الإنسان، مِن الخبير، فكلما قرأت حديثاً فيه توجيهات صحية، يجب أن تعتقد اعتقاداً جازماً أن هذا ليس من ثقافة عصر النبي، ولا من ثقافته الشخصية..

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)

( سورة النجم )
فقد أرشدنا إلى أكل حبة البركة " الحبة السوداء "، وسمعت أن مؤتمراً عقد في مصر لدراسة هذه الحبة، فإن فيها الشفاء كما قال عليه الصلاة والسلام، وبعد دراسات طويلة وجدوا أن هذه الحبة تقوِّي جهاز المناعة، وأنا أريد أن أبين لكم أن ليس كل شيء توصل الطبُّ إليه هو الصحيح، أنا في آخر زيارة زرت فيها أمريكا، أحد إخواننا الأطباء يتخصص بالغدد الصماء، حدثني عن هذه الغدة الصعترية " التيموس "، هذه الغدة تنمو مع الولادة، وبعد سنتين تضمر، هناك أطباء كبار، وأساتذة في الجامعات قالوا: هذه الغدة لا وظيفة لها، فإذا هي أخطر غدة في الإنسان.
هذه الغدة كلِّية حربية، بكل معنى هذه الكلمة، لأن بداخل الإنسان جيش هو جهاز المناعة المكتسب، كريات الدم البيضاء، هذه الكريات البيضاء ؛ بعضها مهمتها استطلاعية، وبعض هذه الكريات مهمتها قتالية، وبعض هذه الكريات مهمتها تصنيع السلاح، مؤسسة معامل الدفاع، وبعض هذه الكريات مهمتها خدمات سلاح الهندسة، وتوجد فرقة الكوماندوس، هذه الفرقة كشفها عالمٌ في عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، وقال: الكرية البيضاء من فرقة الكوماندوس، تستطيع أن تكتشف الخلية السرطانية في وقت مبكر جداً وتلتهمها.
هذه الغدة الصعترية تستقبل كريات الدم البيضاء المقاتلة، فقط المقاتلة، كرية معها سلاح خطير ولكنها همجية، تدخل إلى هذه الغدة الصعترية كي تتدرَّب ؛ مَن هو الصديق حتى تسالمه، ومَن هو العدو حتى تقاتله، كبَّروا هذه الغدة مئات المرات بمجهر إليكتروني فإذا بها كالمدرج الروماني تماماً، والكريات البيضاء تصطف على هذا المدرَّج وكأنها طلابٌ في جامعة، وهذه الغدد في سنتين تتلقى معلومات عن الأصدقاء والأعداء، عن طريق مناعة الأم أولاً، وعن طريق الأمراض التي يُصاب بها الطفل الصغير ثانياً، وعن طريق عادةٍ أودعها الله في هذا الطفل ؛ أن كل شيءٍ يضعه في فمه ليتعرف عليه، وهناك عشرات بل مئات الألوف من البروتينات الصديقة النافعة، أيضاً هذه الكريات تتعرَّف عليها بعد سنتين، هل هناك جامعة لا يوجد فيها امتحان ؟ لابد مِن امتحان، قال: هناك مخرج امتحاني مِن هذه الكلِّية، مخرج امتحاني، على هذا المخرج فاحصان ؛ أستاذان كبيران يفحصان هذه الكريات البيضاء، الفاحص الأول يعطيها عنصرًا صديقاً، فإذا قاتلته يقتلها، والفاحص الثاني يعطيها عنصراً عدواً، فإذا لم تقتله يقتلها، الرسوب هو القتل.
الآن تتخرج الكريات البيضاء المثقفة، كان اسمها كريات همجية أصبحت مثقفة، تتخرج هذه الكريات البيضاء كي تقاتل أعداء الجسم، جيش بكل معنى الكلمة، قالوا: هذه الكريات المتخرجة تسمى الخلايا التائهة، هذه أصبحت مثقفة، يوكَل إليها أمر تعليم الأجيال الصاعدة، فهذه الخلايا تعلم مثيلاتها، ولكن في سن الستين أو السبعين يضعف التعليم، فيصاب الإنسان بمرض اسمه الخرف المَناعي، أي تقوم حرب أهلية ضِمْن الجسم، هذا الجيش العَرَمْرَم المهيَّأ لقتال العدو يهاجم الصديق، ففي بعض أنواع التهاب المفاصل سببه أن الكريات البيضاء تهاجم المفاصل، وذكر لي أن بعض الأمراض أساسها الخرف المناعي، أي: تقوم حرب أهلية داخل الجسم، إلى سنوات عديدة ما كان أحدٌ يعرف قيمة هذه الغدة الصعترية التيموس، وهي في الحقيقة كلِّية حربية بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
لذلك سيدنا سعد بن أبي وقاص قال: " ثلاثة أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحدٌ من الناس ـ من هذه الثلاثة ـ قال: ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حقٌ من الله تعالى ".
وقد كنت ذكرت لكم سابقاً أن النبي الكريم مِن توجيهاته في ذبح الذبيحة أن تقطع مِن أوداجها فقط، لا في عصره، ولا في كل المراكز العلميّة في عصره، لا في بلاد الهند، ولا في بلاد الصين، ولا في بلاد الرومان، مركز علمي يمكن أن يفسِّر توجيه النبي، اقطع رأس الخروف مِن أوداجه، وأبقِ الرأس متصلاً بالجسم، وإلى فترة بسيطة جداً اكتشف أن القلب فيه ثلاث مراكز كهربائية لتنبيهه ؛ المركز الأول هو الأصل، فإذا تعطل واحد فالثاني احتياط، وإذا تعطل الثاني فهناك مركز ثالث احتياط، وأحياناً يزرعون بطارية في القلب، لأن هذه المراكز قد تعطلت، وعندنا شيء اسمه نظم القلب، نظم القلب تتولاه هذه المراكز الكهربائية، ولأن القلب خطير جداً فليس مِن المعقول أن يعتمد على الشبكة العامة، فهل يقبل من المستشفى إجراء جراحة القلب ويكون لديهم مولد كهربائي ؟ مفتوح قلبه، وقطعت الكهرباء، عظم الله أجركم، مستحيل، فالقلب يحتاج إلى مركز توليد كهربائي ذاتي، قال: هذا المركز يمد القلب بضربات نظامية تبلغ ثمانين ضربة فقط، أما الإنسان عندما يواجه عدوًا، أو يصعد درجًا فهو يحتاج إلى مئة وثمانين ضربة، هذه تأتيه عن طريق الرأس، فلو قطع رأس الدابة عند ذبحها، بقي القلب ينبض ثمانينة نبضة فقط، هذا النبض لا يكفي لإخراج الدم مِن الدابة، فيبقى لون الذبيحة أزرق مكتنزاً، أما حينما يبقى الرأس متصلاً بالجسم، ويأتي الأمر الاستثنائي برفع ضربات القلب إلى مئة وثمانين ضربة، عندئذٍ يخرج الدم كله مِن جسم الدابة، فإذا هي دابةٌ مُذَكَّاةٌ حقًّا في نظر الشرع، هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام، فليس هناك في تاريخ الأرض مَن يكشف حكمته..

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)

( سورة النجم )
إذًا لا بد من التسليم.
" ثلاثةٌ أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحد مِن الناس ـ من هذه الثلاثة ـ ما سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى ".
أيها الإخوة... الإنسان حينما تصيبه شدة نفسية، هذه الشدة النفسية تضعف جهاز المناعة، لذلك هناك أورام خبيثة سببها أحياناً الخوف، ما الذي يقيك مِن الشدة النفسية ؟ التوحيد..

فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)

( سورة الشعراء )
أنا ما قابلتُ أخًا كريمًا طبيبًا إلا وذكر بشكل أو بآخر أن الشدة النفسية لها علاقة بأمراض المعدة، بأمراض القلب، ببعض الأمراض العصبية، بعضُ الآلام في الأعضاء سببها الشدة النفسية، والتوحيد هو العلاج الوحيد للشدة النفسية، أمرك بيد الله، والله قوي، وغني، وسميع، ومجيب، وقريب، ورحيم، هذه المعاني وحدها تريح الإنسان يقول: أمري بيد الله فقط، والله معي، لا يحتاج لا إلى وصل، ولا إلى يمين، ولا إلى شهادة، مطَّلع على نيتي، والأمر كله بيده..

وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْه&**64830;

( سورة هود: من آية " 123" )
فالتوحيد مريح، إخواننا الكرام التوحيد وحده صحة، حدثني أخ قال لي: الإنسان المستقيم الذي له اتصال بالله، تجد جهاز مناعته قويًا، يتغلب على أمراض بأعلى مستوى، يأتي إنسان آخر صحته في الأصل أفضل، لكن جهاز مناعته ضعيف مِن الشدة النفسية، أي من الشِرْك، فالله عز وجل قال:

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا

( سورة آل عمران: من آية " 151 " )

فأنت حينما تشرك يمتلئ القلب خوفاً ولو كنت قوياً، هذا قانون إلهي، إذاً التوحيد صحة، بالمعنى المادي الدقيق، التوحيد يخفف عنك الشدة النفسية، والشدة النفسية إذا خفَّت قوي جهاز المناعة، عندئذٍ يتغلَّب على كل عوامل المرض، والدليل أن الذين يصابون بالإيدز أكثرهم يصاب بالسرطان، السبب ضعف جهاز المناعة، وجهاز المناعة مسؤول عن الأورام الخبيثة والأمراض الجرثومية، مسؤول عن هاتين الزمرتين الكبيرتين مِن الأمراض، طبعاً أنا أستسمحكم عذراً فالدرس كله صحي، لأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، والصحة تأتي في الدرجة الثانية بعد الهدى.
بعض الناس يقولون لك: الصحة تمثل رقم واحد، المال بجانبه صفر، صار الرقم عشرة، الزوجة صفر ثانٍ، ليست الزوجة صفرًا من حيث القيمة الاجتماعية، لا، فالزوجة مهمة، حتى لا أحد ينتقدنا، لكنها صفر ثانٍ من حيث القيمة الرقمية، صار المجموع مئة، الأولاد صفر ثالث، المكانة الاجتماعية صفر رابع، فلو سحبنا الرقم واحد (1)، هذا الواحد فماذا نرى ؟ أصبح الكل أصفارًا، أنا قناعتي أنّ الإيمان يساوي واحدًا، والصحة صفر أمامه، والزوجة والأولاد والمال والكفاية والمكانة كلهم أصفار، فإذا سُحب الإيمان فلا شيء يبقى له قيمة، فالكل أصفار، لذلك قال الله تعالى:

وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ

( سورة المائدة: من آية " 6 " )
قال علماء التفسير: تمام النعمة الهدى.
الآن، أنا حسب معلوماتي المتواضعة في الأمور العلمية أعرف أنه كلما تقدم العلم اقترب مِن الدين، حدثني طبيب أسنان فقال لي: كانت عمليات زرع الأسنان، الزرعة أسطوانية، لكنهم وجدوا جذر السن موشوري، فجعلوها موشورية، كان الطبيب مكلّفًا أن يجعل الزرعة متعامدة مع سطح الفك، وجدوا أن الجذر مائل، والمائل أقوى، فصار عليك أن تزرع زرعًا مائلاً، فكلما تقدم العلم اقترب مِن التصميم الإلهي، لأن الله عز وجل خبرته قديمة.
ذات مرة زرت معمل سيارات بأمريكا، فالذي أطلعني على أطراف المعمل أردت أن أداعبه، قلت له: هل تعرف سيارة موديل ألف وتسعمائة وعشرة ؟ قال لي: طبعاً، قلت له: صِفها لي ؟ كان يشعل الفانوس بالكبريت، وكان يشغلها بالمناويل، وآلة التنبيه مثل آلة بائعي زيت الكاز، والعجلات بدون هواء، صب، وحركة واحدة، فلو وازنت بين سيارة موديل 1910 وسيارة ستمائة مرسيدس إنتاج عام تسعة وتسعين، وجدت فرقا كبيراً بينهما، فبمَ تفسر ذلك ؟ إنّ الإنسان خبرته حادثة تنمو، أما ربنا عز وجل عندما خلق الإنسان هل جعل إنسان موديل1910 وموديل 1999، هذه النقطة مهمة، خبرة الله قديمة، طرأ تعديل في موديل تسعين، هناك مثلاً " إس دي "، أما الإنسان هو نفس الإنسان، أنا حتى أرفض أن يقول الطبيب: هذه الزائدة الدودية، بل عليه أن يسميها ذائدة، أي مدافعة، في خط الدفاع، خطأ أن تقول: زائدة، قل ذائدة، زائدة اسم فاعل مِن زاد، بينما ذاد بمعنى دافع.
فلذلك أيها الإخوة الشدة النفسية وراء معظم الأمراض، والمؤمن موحِّد، أمره بيد الله، والله عز وجل يراه، ويسمع صوته، وهو راضٍ عن الله، والله راضٍ عنه، فعند المؤمن من السعادة والله أيها الإخوة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، عنده طمأنينة والدليل:

فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)

( سورة الأنعام )
قرأت مرة موضوعًا في مجلة محترمة، تلخِّص هذه المجلة كتابًا عنوانه "الشفاء الذاتي "، جاء فيها: إن الشفاء الذاتي في العصور السابقة ربط بأوهام، وبآراء الكهان، وببعض التفسيرات الدينية الساذجة، فالأطباء أعرضوا عن هذا الموضوع كلياً، ولكنه واقع، أحياناً مرض عُضال نتيجته الموت الزؤام المُحَقَّق، فإذا به يتراجع ذاتياً، أنا أعرف صديقًا أصيب بسرطان الرئة، أعرفه معرفة جيدة، والخزعات أكَّدت ذلك، والفحص السريري أكد ذلك، والأطباء كبار ومخلصون وأصحاب خبرات عالية كلهم أجمعوا على أن المرض مميت، وأخذت خزعة إلى بريطانيا، والعملية احتمال نجاحها بالمئة ثلاثون، وتكلفتها ثمن بيته، وهو صديق قريب مني، هذه قصة من ستة عشر عامًا تقريباً، ثم تراجع المرض ذاتياً، والآن هو حيٌ يرزق بأعلى درجة من الصحة.
فأنا ذكرت هذه القصة على موضوع الشفاء الذاتي، ففي ثنيات هذا الكتاب المترجم والملخص في مجلة تصدر شهرياً في الكويت، مجلة العربي، جاء فيها: أكثر الأجهزة بالجسم البشري لها مركز إدارة بالجسم، فجهاز الدوران مركزه القلب، جهاز الأعصاب مركزه الدماغ، جهاز الإفراز مركزه الكليتان، إلا جهاز المناعة مركزه خارج الجسم، كأنه بيد الله عز وجل، قال: وتتحكم فيه الحالة النفسية للمريض.
والآن هذه حقيقة هي أن بعض المؤمنين إذا مرضوا فلحكمة بالغة، آلامهم أقل بكثير مِن آلاف الشاردين، ذلك أن طريق الآلام يبدأ مِن المحيط عبر أعصاب الحس، إلى النُخاع الشوكي، فالبصلة السيسائية في المخيخ، فالمخ، إلى قشرة الدماغ، هذا اسمه طريق الآلام، وعلى هذا الطريق بوابات ـ دققوا الآن ـ إذا أغلقت منعت مرور الألم، قال: هذه البوابات تتحكم بها الحالة النفسية للمريض.
وحدثني طبيب، يمكن أنْ يكون معنا الآن، وجزاه الله خيرًا، قال: كنت في مستشفى، دخل مريض مصاب بورم خبيث في الأمعاء، وقال: عجيب أمره، وجه مشرق، كلما دخل إنسان يعوده يقول: اشهدْ أنني راضٍ عن الله، يا رب لك الحمد، مستبشر، قال لي: والآلام لا تحتمل ولكنه لا يصيح أبداً، وكلما زاره عائدٌ يقول له: اشهد أني راضٍ عن الله، وعندما يقرع الجرس، يتدافع الممرضون والممرضات لخدمته، الأطباء يزورنه كل ربع ساعة، تجد غرفته ملتقى، مع روحانية، وسرور، الأطباء مع الممرضين والممرضات تجذبهم هذه الغرفة، وينجذبون لها، ويعرضون خدماتهم عليه، يدخلون عليه من حين لآخر، وهو يقول لهم: الحمد لله، يا ربِ لك الحمد.
قال لي: لكن الله أراد أن يعلمنا درسًا لا ينسى، ثم توفي هذا المريض، وقد توفي على أطيب حال، وهو راضٍ عن الله، وقد ذكر عن رجل كان يطوف البيت الحرام وهو يقول:
ـ يا رب هل أنت راضٍ عني ؟ وكان راءه الإمام الشافعي، قال له:
ـ يا هذا، هل أنت راضٍ عن الله، حتى يرضى عنك ؟
ـ قال له: يا سبحان الله مَن أنت يرحمك الله ؟
ـ قال له: أنا محمد بن إدريس الشافعي.
ـ قال له: كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه ؟!
ـ قال له: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله.
فهذا المريض راضٍ عن الله، واللهِ أعرف أخًا، رحمه الله، تقول زوجته: سنتين وهو مصاب بسرطان الأمعاء، اشتهت مرة أن تسمع شكواه، بل كان يقول: يا رب لك الحمد، وأنا أعتقد أن آلامه خفيفة.
قال الطبيب: مات هذا المريض، دخل مريض آخر مصاب بالمرض نفسه، وبالغرفة نفسها، ما ترك دينًا لم يسبه، وما ترك نبيًّا إلاّ وسبّه، روائح كريهة في غرفته، نعوذ بالله، يقرع الجرس ولا أحد يلبيه، كأن هذه الغرفة جهنم، الناس يتحاشونها، هذا الدرس البليغ أن المرض واحد، فالمؤمن عنده بوابات ألم، يغلقها الله له إذا أراد أن يكرمه.
فيا أيها الإخوة... أنا أريد أن أقول كلامًا: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، ماذا يمنع ؟ يقول لي واحد: العمر ثابت، أقول له: صحيح ذلك، لك عند الله سبعة وستين سنة تقضيها واقفا على قدميك، أو طريح الفراش عليلاً، لكن إذا لم يعتن الواحد بصحته يقضيها فإنه يقضيها طريحاً، وإذا اعتنى بصحته يمضي هذه الأعوام في عمل صالح، أنت في الدنيا من أجل عمل صالح، فإذا كنت تمشي على قدميك، والأجهزة سليمة، فأنت في غنى كبير، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من منامه يقول:

(( الحمد لله الذي رد إلي روحي ـ أي سمح لي أن أعيش يومًا جديدًا ـ وعافاني في بدني، وأذن لي بذكره ))

( الأذكار النووية )
فالصحة نعمة كبيرة، كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل إلى الخلاء يقول:" الحمد لله الذي أذاقني لذته ـ لذَّة ماذا ؟ الطعام، هناك شخص يعطونه سيروم، وآخر يطعمونه أكلة طيبة، كلاهما غذاء، ولكن هذه غير هذه ـ

(( وأبقى فَّي قوته، وأذهب عني أذاه ))

( الجامع الصغير)
فكل واحد منا أيها الإخوة إذا كانت أجهزته سليمة، وكانت كليتاه سليمتين فليحمد الله، قال لي شخص مصاب بفشل كلوي، ذهب لغسل كليتيه، فقالت له الممرضة بقسوة بالغة: لا تشرب ماء هذه المرة، فالآلة معطلة، وأنت تقول: احضروا لي كأًس من الماء، وتتبعها بالثانية، والثالثة، وأنت مرتاح، فالماء عذب فرات، فأنت حينما تشرب كأس ماء فهذه نعمة لا يعرفها إلا مَن عنده فشل كلوي، كلما شرب صار بحاجة لغسل كليتيه.
فالإنسان حينما يعرف قيمة الصحة، يعتني بها، صحتك مِلْك أهلك، ملك المسلمين، صحتك قوام عملك الصالح، أنت بالصحة لك عمل، ولك دعوة، ولك خدمة، ولك زيارة مريض، ولك إنفاق، أما عندما تكون معطلاً فقد انتهت مهمتك، وككلمة كنت أقولها دائماً: المؤمن يعرف ماذا يدخل إلى جوفه مِن الطعام وماذا يخرج، الغربيون لنا عليهم مآخذ كثيرة، هناك أغذيةٌ كثيرة لا يمكن أن تُباع في بلادهم، يبيعونها لنا، ومنذ يومين ذُكِر لي أن هناك نوعًا مِن الجبن مشهور ، فالعالم كله يقبل عليه إقبال النهم، في البلد المُصَنِّع ممنوع بيعه، معنى ذلك:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ

( سورة النساء: من آية " 71 " )
أكثر أنواع الزيوت المهدرجة ممنوع بيعها في بلد المنشأ، زيوت رخيصة ، فالآن الصناعة الغذائية متقدمة، فمن الممكن من الفضلات، مِن فضلات العظام، من الغضاريف، من قوائم الحيوانات، من شيء لا يمكن أن يؤْكل، يضعونه في مراجل، وبعد الغلي، والمجانسة، وتحديد قوامه، والتنكيه والتعطير، تنتج مادة جيدة.
أحد إخواننا قال لي: كنت بهولندا، جاءت سيارة قمامة، كل إنسان يبيع لحم يأخذون ما عنده من فضلات الدابة، وهذه تعود إلينا طعامًا مُعَلَّبًا، غاليًا، راقيًا، تأكله الطبقة الراقية.
فيا إخواننا الكرام... موضوع الغذاء مهم، وهناك فكرة يجب أن تعرفوها هي: أن أكثر الأغذية لها نهاية مفعول، طبعاً إذا كان الإنسان بعيدًا عن الله يكون وحشًا، هناك معامل يمكن أن تعطي لصاقة جديدة مكان القديمة لصلاحية خمس سنوات قادمة، بعد أن تنتهي مفعولها، وتأتي تهريباً أحياناً، وأنت فرحٌ بحالك لأنك أخذت قالب قشقوان من درجة أولى، أو أخذت علبة نيدو، بينما تكون منتهية المفعول، وأنا كنت أتوهم أنا الدواء إذا انتهى مفعوله لا يؤذي، ولكن لا ينفع، لكن قد ظهر عكس ذلك، فهو يتفكك تركيبه يصير مادة سامة، وإذا انتهى مفعول شيء فليته لا ينفع، بل يؤذي.
أنا أتكلم لا من باب المديح، إذا كان شيء يدخل بلادنا بشكل نظامي تجد عليه مراقبة شديدة، وتُجرى له تحاليل في المخابر، شيء أكيد، وهو كلام موثوق، إذا كان الشيء داخلاً بشكل نظامي، أما بشكل غير نظامي فلا يوجد عليه رقابة، قد يكون منتهيًا مفعوله، أو فيه مادة مسرطنة، أو مادة سامة.
بعد ذلك، هذه الندوة هاجمت الأغذية المعلبة هجومًا شديدًا، يضعون بالأغذية المعلبة مواد بنزوات الصوديوم الحافظة، مسموح بالألف واحد، أحياناً يضعون واحدة بالألف، ضماناً لحفظها، وكلها مواد مسرطنة، فلابد أن تفهم لماذا الأورام الخبيثة متضاعفة تسعة أضعاف منذ عشر سنوات ؟ لأن عندنا أخطاء بالغذاء، فهل كأس من اللبن يساوي كأسَ مياه غازية ؟ والغازية كلها مواد كيماوية، عندنا شراب ليمون، وبرتقال، وعلب أناناس ليس فيها مادة طبيعية إطلاقاً، ليس فيها جنس المادة الطبيعية، فكلها مواد كيماوية، وجسمك أيها الأخ نباتي، ليس كيماويًا، فإذا أكثرتَ من المواد الكيماوية حدثت لك مشكلة كبيرة.
يجب أن نقف، نتأمَّل، ماذا نأكل ؟ وأولادك أمانة بعنقك، أعيد وأكرر: الجاهل يفعل بنفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، ابدأ برغيف الخبز، وانظر إلى هذا الذي تشربه، يا ترى حليب طازج ؟ هذا الجبن الذي تأكله، يا ترى جبن صحيح أم به مواد لا تعلم ما ما هي ؟ بالمناسبة الصناعات الغذائية بالعالم متقدمة بشكل مذهل، وتعطي نكهات عالية، وقد سمعت أن الندوة ذكرت: أن جلد الدجاج مع أصداف الدجاج شيء لا يؤكل إطلاقاً، فهي مع رؤوس الدجاج، كله يطحن ويعالج، ويأتي إلينا كأكل يقبل عليه الشباب بشكل مذهل، فهم يبيعون لنا فضلاتهم، يبيعون لنا مواد عندهم ساقطة لا قيمة لها، بالمناسبة، نحن نشتري أحياناً تورب للنباتات، هذا التورب هو قمامة الغرب، طبعاً مخمرة، ومعالجة، ونشتريها بثمن أغلى من القمح.
كذلك ذكرت أن هذا الدجاج، هذا ليس دجاجًا، بل دجاج معالج بالأنابيب، ليس له قوائم، ولا رؤوس، ولا أطراف، فقط لحم، بالاسم دجاج وهو ليس دجاج، أو يعطونه مواد هورمونية من أجل تسريع النمو، وهذه المواد تتراكم بأجسامنا، ألا أقول لك: قشة قصمت ظهر البعير، من الممكن أن تكون مادة قليلة بالجسم، ولكن مع تناول الطعام بشكل مستمرتتراكم هذه المواد، حتى تبلغ درجة مهلكة.
وبعد ؛ أتمنى على الله عز وجل أن يكون هذا الدرس مسموعا لديكم، فكله إيضاحات وتوجيهات، فدقق أيها الأخر، قد يكون الطعام رخيصًا، وبسيطًا، ومن إنتاج بلدنا أفضل ألف مرة من طعام أجنبي غالٍ لذيذ الطعم، ذات مرة جاءنا نوع من السكاكر أقبل الناس عليه إقبالاً منقطع النظير، لي قريب زوجته فرنسية، ذهبت لفرنسا حللت هذه السكاكر، فظهر أن فيها مادة معينة على الإدمان، فالمعمل حتى يبيع باستمرار، وضع مواد بالسكاكر تعين على الإدمان، أحياناً الطفل يكاد يسرق من جيب أبيه لكي يشتري قطعة من الحلويات الأجنبية، فما السر ؟ السر أن فيها مادة تعين على الإدمان، وقد باعت إسرائيل تهريبًا للدول المجاورة " مسكة "، في جامعة بإسيوط جرت ثلاث عشرة حالة زنا بليلة واحدة، هذه المسكة تثير الجنس بشكل ليس معقولاً إطلاقاُ، وكذلك وصلت حلويات مهربة من إسرائيل تصيب الإنسان بالعُقم أيضاً، فقبل ما تفك الغلاف وتأكل، تعرَّف إلى هذا الشيء مَن أنتجه ؟ وهل خضع للمراقبة ؟ يا ترى صحي ؟ يا ترى أهو مشروع، مقبول، مفيد ؟ وأنا أنصح فأقول: " عودوا إلى الطبيعة ".
وقد حدثني أخ قال: تجد في بعض البلاد الغربية تفاحة صغيرة، زرقاء اللون، ثمن الكيلو عشرة دولارات، تجد التفاح الكبير والخد أحمر بسعر دولارين، ذاك التفاح لم يتلق أي معالجة كيماوية، لا أسمدة ولا مبيدات، والآن بعض دول على الحدود وضعت مخابر، فأي بضاعة غذائية تحلل، فإذا كانت معالجة بمواد كيماوية، كالمبيدات، أو معالجة بأغذية وبأسمدة كيماوية، تردها من حيث جاءت.
الآن الإنسان بدأ يرجع إلى أصل تصميم الخلق، نحن عندنا شيء اسمه ملوحة التربة، وعندنا أمراض وبيلة جداً للنباتات سببها التسميد الكيماوي، ولدينا اتجاه جديد والحمد لله إلى السماد الطبيعي، وإلى المكافحة الحيوية، بدلاً من أن نرش المرض الوبائي بالنبات بمبيدات كيماوية، نأتي بكائنات حية تلتهمه، الآن طبقوها في الساحل، المكافحة الحيوية للذبابة البيضاء.
وأخيرا لقد أردت أن يكون هذا الدرس توعيةً لكل أخ كريم، ماذا ينبغي أن يأكل ؟ فكثير من اللحوم المعلبة ممزوجة بشحم الخنزير، من دون أن نذكر أسماء، يجب أن أن تنتبه إذا كان الشيء مستوردًا، قد يكون المستورد كمعجون، هنا معبَّأ تعبئة مجزأة، فالعبرة أن تنتبه إلى ماذا ينبغي أن تأكل ؟
أنصح: عد إلى الطبيعة، إلى أصل التصميم الإلهي، بيت لا تمر فيه جياع أهله، ست وأربعين مادة غذائية بالتمر، ففيه مواد مهدئة، ومواد ملينة، ومواد مسكنة، ومواد تمنع تلوث التمر، شيء دقيق، العسل، قد يكون العسل سعره غير معقول، لكن فرضاً كأس لبن معقول، هذه الفواكه البسيطة، السكريات الأحادية، المواد التي تنتجها الأرض بتسميد طبيعي، هذا الذي أتمنى عليكم أن تنتبهوا إليه، فيجب أن تبذل مِن وقتك جهدًا كبيرًا لتعرف ماذا ينبغي أن تأكل، وأن تطعم أولادك؟
بعد ذلك من لوازم المحافظة على الصحة الحركة، فالحركة مهمة، تجد النساء قابعات في البيوت، أكل وراحة، وأجهزة كلها كهربائية والحمد لله، لا توجد حركة أبداً، أخ طبيب قال لي كلمة بليغة: أجدادنا كان في حياتهم شيئان ؛ كان لهم جهد عضلي عالٍ، وراحة نفسية، فالجهد العضلي والراحة النفسية وراء الصحة، قال لي: حياتنا فيها كسل عضلي عالي جداً، كله أوتوماتيك ؛ الغسالة، السيارة، المصعد، كله ذاتي الحركة، وشدة نفسية عالية ؛ قلق، خوف، حسد، تنافس، مشكلات، سيوف مُسَلَّطة أحياناً، شدة نفسية وكسل عضلي، وأجدادنا راحة نفسية وتعب عضلي.
فأنا ما أردت أن أستوعب، أو أن أستقصي كل الحالات الصحية، لكنني أردت أن يكون هذا الدرس منطلق فكر، لا بد أن تمشي، من أجل ألاّ ترقق العظام، وأن تشرب حليبًا باستمرار، واعلم دائماً أن الغذاء أرخص من الدواء، أرخص من الدواء بكثير، وأنفع، سمعت عن بعض الخضراوات ؛ الملوخية مثلا ترمم الجهاز الهضمي مِن الداخل، فيها مادة مخاطية ترمم الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، مرة طبيب قال خمس كلمات أنا لا أنساها: كلْ كلَّ شيء، في الأسواق شوندر، احضره واسلقه، في الأسواق لفت، اعمل مخلل لفتٍ، كذلك الفليفلة، خمس نقاط من الليمون تعقم لتر ماء، ضع بالسلطة ليمون، ولكن ظن بعض الناس أن نعم الإدام الخل جبر خاطر، هو جبر خاطر حقًّا، ولكن الخل مفيد، يذيب الكولسترول، نعم الإدام الخل، نوِّعْ ليمونًا وخلاً، وأكثرْ من الخضار والفواكه، وقلل من المواد الدسمة العالية، وتحركْ، كلْ كلَّ شيء وكلْ باعتدال، وابذل جهدًا، ولا تحمل نفسك الهموم، ثم قال لي: لكن هذه الهموم ليست بيدي، أكرر: كلْ كلَّ شيء ولكن باعتدال، وابذل جهدًا، ولا تحملها، هذه نصائح ذهبية غالية.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يكون هذا الدرس منطلقًا إلى الوعي الصحي.
والحمد لله رب العالمين
منقول للفائدة

رسالة...

Posted: 16 Aug 2013 02:56 AM PDT

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته وقادة ألويته ، وارض عنا وعنهم يا رب العالمين .
كيف نساعد أخوتنا في سوريا :
أتوجه إلى الإخوة المؤمنين في العالمين العربي والإسلامي الذي يسألون كيف نساعد أهل سورية فأقول :
أولاً :
تفعيل الحراك الشعبي بالوسائل السلمية والقانونية لنصرة الشعب السوري مما يشكل رأيا عاماً قد يحرك المجتمع الدولي المتخاذل عن نصرة الشعب السوري وهو يتعرض لهجمة عدائية لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر .
ثانياً :
ألا تستطيع أيها الأخ المسلم أن تقتطع من مالك مبلغاً ترسله في قناة نظيفة آمنة بعد البحث عنها إلى إخوتك في سورية ، وقد هدمت بيوتهم ، ودمرت ممتلكاتهم ، وجرفت مزارعهم ، وأتلفت أدويتهم ، وقطعت عنهم الكهرباء ، فتلفت مدخراتهم الغذائية ، وقطعت عنهم المياه فشربوا المياه المالحة ، أتهنأ في حياتك ، وأنت معافى في أهلك وولدك ، آمناً في بيتك ، عندك قوت يومك ، وإخوتك في سورية يعانون ما يعانون ، تسمع بأذنك أخبارهم ، وترى بعينيك أحوالهم ، إنك إن لم تحمل همهم ، ولم تتحرك نحوهم، فأنت أولاً لست من المسلمين بدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام :
((من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ))
[ رواه الطبراني في الأوسط والصغير ]


ثالثاً :
أيها المسلم في شتى بقاع الأرض ألا يقتضي انتماؤك لهذه الأمة التي حينما استجابت لربها جعلها الله خير أمة أخرجت للناس ، والتي حينما قصرت في أداء رسالتها تطبيقاً ودعوة ذاقت وبال أمرها، ولقيت الغي الذي توعدها الله به حيث أضاعت الصلاة ، واتبعت الشهوات ، ألا يقتضي انتماؤك لهذه الأمة التي لا يدرى أولها خير أم آخرها أن تشارك إخوانك في سورية مصابهم ، فتلغي كل ألوان البذخ والترف ، علماً بأن هذا السلوك يتنافى مع منهج المؤمن ، والمسلمون في أحسن حال ، فكيف إذا كان جيرانك المؤمنون في أسوأ حال ، فهذه الحفلات التي تقام في ردهات الفنادق ، وفي أبهاء المطاعم ، وفي حدائق المزارع ، والتي تبذل فيها الأموال الطائلة في مناسبات وفي غير مناسبات ، فتحول هذه الأموال الطائلة لمن هدمت بيوتهم، وقتل رجالهم ، وأسر شبابهم ، وهم قابعون في العراء ، لا يجدون من ينصفهم ولا من يرحمهم ألم يصلك قول رسول الله عليه الصلاة والسلام :
(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ))
[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عن النعمان بن بشير]
رابعاً :
الالتجاء إلى الله والتضرع له والتذلل على أعتابه :
أيها المسلم في شتى بقاع الأرض بقي باب رابع من أبواب الجهاد المفتحة أمام كل واحد منا ؛ هو باب الالتجاء إلى الله، والتضرع له ، والتذلل على أعتابه، وقد ورد في صحيح مسلم :
(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول : هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ حتى يطلع الفجر ))
ألا تملك أيها المسلم أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً ، ثم تدعو الله بصدق وتضرع وإخلاص لإخوانك من أهل الشام أن ينصرهم على أعدائهم أعداء الله ، وأعداء الحق ، وأعداء الخير ، وأعداء البشرية ، أعداء الحياة الذين طغوا في البلاد ، فأكثروا فيها الفساد ، فاسأل الله في دعائك أن يصب عليهم سوط عذاب ، إن ربك لبالمرصاد .
اللهم ارحم شهداء سورية واشف جرحاها وفك أسراها وانصرها على أعدائها .
والحمد لله رب العالمين

حسن الظن بالله

Posted: 16 Aug 2013 02:53 AM PDT

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.



أيها الأخوة الكرام: حسن الظن بالله ثمن الجنة, الإنسان ينبغي أن يؤمن بالله, لكن الذي ينبغي أن يفعله أيضاً أن يحسن الظن بالله, فكم من مؤمن بالله, مؤمن بوجوده, لا يحسن الظن به, مؤمن بوجوده, ليس مؤمناً بأسمائه الحسنى, وصفاته الفضلى.
أحياناً الإنسان يجد شخصاً أمامه, يسأل عن اسمه, لا يكتفي بأن يأخذ اسمه, لا بد من أن يعرف حرفته, ثقافته, اختصاصه, أخلاقه.
من لوازم معرفة الرجل أن تعرف أخلاقه, وأن تعرف اختصاصه, وأن تعرف ثقافته, فلذلك الإنسان مطالب أن يعرف الله عز وجل بأسمائه الحسنى, وصفاته الفضلى.
فهناك كلمات يطلقها العامة, هذه الكلمات تدل على جهلهم بالله عز وجل, يقول لك أحدهم: إن الله خلق الناس ليعذبهم, يقول لك: سبحان الله! لا يوجد أحد مرتاحاً؛ الله عز وجل خلق الناس ليرحمهم, خلق الناس ليسعدهم, خلقهم لجنة عرضها السموات والأرض, فالإنسان إذا فهم بعض المعاني التي لا تليق بالله عز وجل يكون قد أساء الظن به, وحسن الظن بالله ثمن الجنة, ثمن دخولك الجنة أن تحسن الظن بالله عز وجل:
يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ
[سورة آل عمران الآية:154]



الذي يظن أن الله أجبره على المعصية, ثم قدر عليه النار إلى أبد الآبدين, هذا الإنسان يسيء الظن بالله عز وجل, إذا تكلم هذا الكلام أبعد الخلق عن ربهم, نفرهم منه, أعطى صورة لا تليق بالله عز وجل, أنه خلقهم وقدّر عليه المعصية والكفر, ثم أدخله النار إلى أبد الآبدين:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
***
هؤلاء الجبريون وما أكثرهم قد تستمع إلى آلاف الكلمات من قبل المسلمين بمعنى الجبر أن الله عز وجل أجبر الناس على أفعالهم, مع أن الله عز وجل يقول:
إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
[سورة الأعراف الآية:28]
ويقول :
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ
[سورة الأنعام الآية:148]
الإنسان إذا آمن أن لهذا الكون خالقاً, ليس هذا هو الإيمان المنجي, لا بد من أن تؤمن بوجود الله, ولا بد من أن تؤمن بكمال الله, ولا بد من أن تؤمن بوحدانية الله, أي الأسماء الحسنى يمكن أن تضغط إلى ثلاث كلمات؛ موجود, واحد, كامل.



في درس الجمعة ذكرت أن الإنسان يتقي أسماء الجلال بأسماء الجمال, أسماء الجلال؛ الله عز وجل مهيمن, والله عز وجل قهار, الله عز وجل جبار, منتقم, هذه أسماء الجلال.
والإنسان أحياناً حينما يرى ظالماً استشرى ظلمه, ثم ينتقم الله منه, يشعر براحة ما بعدها راحة, هذا الانتقام هو عين الكمال.
فالإنسان لماذا يستقيم على أمر الله؟ يتقي أسماء الجلال, ويرجو أسماء الجمال؛ الله رحيم, الله عز وجل لطيف, الله حكيم, قريب، سميع، مجيب, هذه أسماء الجمال, فلا ملجأ من الله إلا إليه, نفر منه إليه, نتقي أسماء جلاله, ونرجو أسماء جماله.
فالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول الله عز وجل:
(( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي...))
[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
لذلك نحن بعلاقاتنا الاجتماعية نسمع قصصاً كثيرة جداً, المشكلة أن معظم هذه القصص نستمع إلى آخر فصل فيها, فلان مثلاً انتحر, فلان فلس, فلان مرض, فلان صار معه حادث, آلاف القصص نستمع إلى الفصل الأخير, والفصل الأخير يدعو إلى التساؤل, يدعو إلى الحيرة, يدعو إلى الاستفهام, أما لو أتيح لنا أن نعرف هذه القصص من أول فصل فيها حتى آخر فصل, لوجدنا حكمة ما بعدها حكمة, ورحمة ما بعدها رحمة, وعدلاً ما بعده عدل.
فالإنسان لئلا يسيء الظن بالله, ولئلا يحمل الناس على أن يسيئوا الظن بالله, لا ينبغي أن يذكر قصة لا يعرف فصلها الأول والأخير, إن عرف فصلها الأول والأخير يعرف أن حكمة الله مطلقة, وعدله مطلق.



العبرة أنه عليك ألا تكون سبباً ليسيء إنسان الظن بالله عز وجل, بيّن له حكمة كل شيء, بيّن له حكمة الأوامر, بيّن له علة الخلق, بيّن له أن هذه المصائب التي يسوقها الله عز وجل للخلق إنما هي مصائب تربية وعلاج وليست مصائب قسوة وانتقام:
(( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي...))
[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول:
((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه))
[مسلم عن جابر]
لذلك الناس هناك مقرِّب وهناك مبعد, هناك منفر وهناك محبب، فإذا رويت قصة دون أن تعرف فصولها, ربما تركت انطباعاً عند هذا الإنسان, أن الله عز وجل قسا عليك, والله عز وجل على أنه مستقيم حرمه الدنيا, وفلان على أنه فاجر أعطاه الدنيا, فهذا كله يحتاج إلى تعليم, وإلى تدريس.



لذلك الإنسان إذا بدأ بمعرفة الله من خلال خلقه أأمن وأسلم له من أن يتعرف إلى الله من خلال أفعاله, اجعل معرفة الله من خلال أفعاله, في المرحلة الثالثة اعرف الله من قرآنه, من كلامه, اعرف الله من خلقه, إن عرفت الله من خلقه, ومن كلامه, يمكنك أن تعرف الله من أفعاله, عندك الإمكانية أن تفسر أفعاله, أما أن تبدأ بأفعاله فقد تجد مجاعات, قد تجد شعوباً مقهورة, وشعوباً ظالمة, قد تجد مصائب كبيرة جداً؛ من زلازل, من فيضانات, من براكين, من إتلاف محاصيل.
هناك قصص من دون تعليل كثيرة جداً, هذه إن رويتها دون أن تعللها تكون قد أسأت الظن بالله عز وجل.
العبرة أن يمشي الإنسان في الطريق الآمن, تفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا, تمشي في الطريق الآمن, أن تعرف الله من خلال خلقه:
&**64831; إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
[سورة آل عمران الآية:190-191]
الطريق الثاني:
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا
[سورة محمد الآية:24]



الآن بعد أن عرفت الله من خلال خلقه, ورأيت الكمال المطلق, ورأيت الإعجاز, ورأيت الحكمة, ومن خلال قرآنه, ورأيت حكمة هذا القرآن, لك أن تنفذ أمره تعالى:
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
[سورة الأنعام الآية:11]
أذكر مرة زرت قريباً لي في العيد, فحدثني عن شخص تزوج على كبر زوجة ثانية, وأحبها حباً جماً, واستجاب لرغبتها, فتنازل لها عن بناء يملكه في المهاجرين, بناء من ثلاثة طوابق, بعد أن تنازل لها عن هذا البناء, هي تحب غيره, طردته من البيت, وتزوجت من الذي تحبه.
قال لي: مصيبة أن الإنسان فجأة فقد كل شيء - قصة لا أذكر تفصيلاتها- قلت له: هذه القصة لا بد لها من فصل لا تعرفه أنت, قال لي: كيف؟ قلت له: هكذا بهذه البساطة إنسان في سن متقدمة, له مكانة اجتماعية, امرأة بسيطة, صغيرة, تضحك عليه, وتجعله خارج المنزل!! ثم انتبه فجأة, قال لي: والله الآن تذكرت, هذا ورث ورثاً كبيراً من والده, و له خمس أخوات, هو أحدهم, فأخذ المال كله وحده, فكان هذا الفصل الأخير عقاباً عادلاً من الله عز وجل على اغتصاب أموال أخواته.
الآن مثلاً أحياناً تقع جريمة ليست جريمة إذا المجرم لم يلق القبض عليه يصير هناك قلق, أما حينما تقرأ عن جريمة عن عمل عملاً سيئاً ثم ألقي القبض عليه, وسيق للمحاكمة, تجد عدالة, وهذا شيء مريح.



العبرة أن الإنسان لا يحمل فكرة غير صحيحة عن الله عز وجل, لا يتحدث حديثاً يكون سبب تنفير الناس من الله عز وجل, أو سبب بعدهم عنه, وهناك قصص كثيرة, و تفسيرات.
أي:
(( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يدركه ما سبق له في الكتاب فيعمل بعمل أهل النار))
[رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود ]
الحديث من دون تفسير صعب جداً؛ هذا يحتاج إلى تفسير, هذا ليس من أهل الجنة, إنه يعمل بعمل أهل الجنة, هذا منافق, هو يعيش في مجتمع مسلم من أجل تحقيق مصالحه فعل هذا العمل.
الناس يفهمونه فهماً آخر: أن الله عز وجل يجعل الشخص يطيعه كل حياته, ثم يزحلقه زحلقة فيضعه في النار, هذا مستحيل:
وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ
[سورة سبأ الآية:17]
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا
[سورة فصلت الآية:46]
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ
[سورة الزلزلة الآية:7-8]
وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ
[سورة الأنبياء الآية:47]
آيات كثيرة جداً تدل على حكمة الله المطلقة, وعلى عدله المطلق, ورحمته المطلقة.



أنا قصدي من هذا الدرس محور واحد أن الإنسان لا يتكلم كلاماً يعطي الآخرين انطباعاً أن الله ليس حكيماً, ليس عادلاً, خلقنا ليتعبنا, خلقنا ليعذبنا, القضاء والقدر منته, أي الله عز وجل قدّر على الكفار الكفر, وقدّر عليهم المعاصي, وقدّر عليهم دخول النار إلى أبد الآبدين, من دون اختيار منهم. الله عز وجل قال:
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
[سورة البقرة الآية:286]
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
[سورة الإنسان الآية:3]
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ
[سورة الأنعام الآية:148]
فأنا قصدي إياك أن تقول كلمة لا تعلم مؤداها.



القرآن الكريم ذكر المعاصي في القرآن بشكل تصاعدي؛ ذكر الفحشاء والمنكر, والإثم والعدوان, والشرك والكفر, أما أعلى معصية جاءت في قمة هذه المعاصي, فهي:

وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
[سورة الأعراف الآية:33]
قال:
فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً
[سورة الفرقان الآية:59]
وقال:
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
[سورة النحل الآية:43]
أهل الذكر؛ في أي موضوع بالدنيا اسأل أهل الذكر, الذي يذكرون الحقيقة, أما في أمور معرفة الله, فقال:
فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً
[سورة الفرقان الآية:59]
أما أن تقول بما لا تعلم, أن تحدث بما لا تعرف, فهذا ينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه:
(( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي...))
[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
و:
((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه))
[مسلم عن جابر]
والحمد لله رب العالمين...الدكتور محمد راتب النابلسي

فضل العقل ..

Posted: 16 Aug 2013 02:49 AM PDT

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام:
موضع الدرس اليوم فضل العقل ، الآيات التي تحدثت عن العقل بشكل أو بأخر تقترب من الألف ، والعقل أصل في الدين ، إلا أن العقل يختلف من إنسان إلى آخر ، لذلك نقول العقل الصريح ، هناك عقل تبريري ، وهناك عقل مرتبط بالأهواء والمصالح ، الإنسان كائن منطقي يفلسف عمله ، يفلسف انحرافه ، يفلسف طغيانه ، يفلسف جريمته ، فالعقل متبدل ومتغير من إنسان إلى آخر ، فإذا قلنا العقل فقط قد يكون عقل إنسان يخالف مصلحته ، ولكن الذي أتمنى أن يكون واضحاً لديكم أصل العقل العقل الصريح ، هذا الجهاز الخطير الذي أودعه الله فينا ، يجب أن يتوافق مع الشرع مائة بالمائة ، ذلك أن الشرع من عند الله ، هو النقل ، والعقل مقياس أودعه الله فينا ، والنقل من عند الله ، والفرعان إذا اتحدا في أصل واحد فهما متساويان ، لذلك ليس غريباً أن يؤلف أحد كبار العلماء كتاباً قيماً في حتمية توافق العقل مع النقل.
هل يعقل أن يعطنا الله مقياساً لو أعملناه في وحيه ، لوجدناه غير صحيح ؟ مستحيل، لأن العقل من صنع الله ، والنقل وحي الله ، إذاً لابد من التوافق ، لذلك بعض العلماء كتب كلمات رائعة حول العقل أردت أن أنقلها لكم مع الشرح ، قال:
اعلم أن لكل فضيلة أساً ، ولكل أدب ينبوعاً ، وأس الفضائل وينبوع الآداب هو العقل ، يعني إنسان مخلوق في دنيا محدودة ، أما هو يعد لحياة أبدية ، فالعقل يقتضي أن تتنعم في هذه الحياة الدنيا وتخسر الآخرة أم أن تتنعم إلى أبد الآبدين في جنة الله عز وجل ، العقل يقتضي أن تعمل للآخرة ، لذلك العلماء قالوا: ما من إنسان يعمل للدنيا وينسى الآخرة إلا وهو في الحقيقة مجنون ، ولو كان يحمل أعلى شهادة ، تفوقه العلمي يسمى ذكاءً ولا يسمى عقلاً ، ولكن حينما غفل عن الحقيقة الكبرى في الكون ، وغفل عن الآخرة ، وغفل عن سر وجوده إذاً هو مجنون والآية الكريمة:

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)

( سورة القلم: 1 ـ 2)
نت أعقل العقلاء ، لذلك لما رأى النبي مجنوناً في الطريق سأل أصحابه سؤال العارف ، من هذا ؟ قالوا هذا مجنون ، قال: لا هذا مبتلى المجنون من عصى الله ، يجب أن تؤمن ، وأن تعتقد بكل ذرة في كيانك ، أن هذا الذي لا يصلي ، ولا يتعرف إلى الله ، وهو غارق في المعاصي والآثام مجنون ، ولو كان يحمل أعلى شهادة ، وأن هذا الذي يغتصب أموال الناس هو يتوهم نفسه شاطراً ذكياً ، لا ، هو أحمق لأنه سوف يسأل عن كل ذرة.

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)

( سورة الزلزلة: 7 ـ 8)
قال العقل الذي جعله الله للدين أصلاً وللدنيا عماداً ، إنسان عاقل يعيش حياة هادئة، حياة فيها سلامة ، فيها سعادة ، أنه أخذ ما له ، وترك ما ليس له ، تحرك بحجمه ، بنى علاقاته بوضوح ، فالناس أحبوه وكسب مال حلال ، وأسس أسرة ، وربا أولاده ، تجد إنسان استعمل عقله في الآخرة فكسبها ، استعمل عقله في الدنيا فربحها ، فقال جعله الله تعالى للدين أصلاً ولدنيا عماداً.
أيها الأخوة:
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:

‏(( ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله ))

(أخرجه ابن المجبر في العقل وعنه الحارث بن أبي أسامة‏)
الإنسان غير العقل يشقى ويشقي ، حدثني صديق وزميل في العمل عنده زوجة يحبها حباً جما ، إلا أنها لا تنجب ، وهو غير مستعد أن يفرط بها ، وفي الوقت نفسه طاقت نفسه لولد يرثه من بعده ، ففاجأته زوجته التي لا تنجب بأن خطبت له دون أن يطلب منها ، خطبت له فتاةً لعل الله عز وجل يكرمه بولد منها ، هو مكافأة لها على هذه البادرة الطيبة اشترى لها من الحلي ما اشترى لهذه الزوجة الثانية ، وأكرمها إكراماً منقطع النظير ، ثم أن الزوجة الثانية أنجبت ، أقسم لي بالله وهو عندي صادق قال لي: مضى على زواجي من هذه المرأة الثانية أكثر من خمسة عشرة عاماً ولم تقع في البيت ولا مشكلة ، قال لي البنت حينما علمت أن هذه الزوجة الأولى هي التي خطبتها أحبتها ، والزوجة الأولى في مكانتها العلية.
الآن كم من امرأة زوجها في أمس الحاجة إلى زوجة ثانية ، وهو لا يتخلى عنها أبداً ، تقيم النكير ، وتجعل حياة زوجها جحيماً لا يطاق العاقل يسعد ويُسعد ، أما ضعيف العقل يشقى ويُشقي ، لذلك أنا أقول ولا أبالغ والله ما من عطاء إلهي يفوق في قيمته عطاء العقل أن يهبك الله عقلاً راجحاً ، يعينك أن تعيش بين الناس ، على أن يحبك الناس ، الآن في إنسان فنان باكتساب الأصدقاء ، بل إن بطولته أن يحول عدوه إلى صديق وكان عليه الصلاة والسلام ، أعداءه الألداء صاروا أحبابه ، وأصحابه في إنسان أحمق يحول أصدقاءه إلى أعداء ، اختصاص ، تصرفاته ، كلامه استكباره ، رده القبيح بالمعروف ، إهماله لأصحابه ، يجعل أخلص الناس إليه عدواً له ، أكاد أقول أن العقل ينعكس في التصرفات حكمة ، وحينما قال الله عز وجل:

وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا
( سورة البقرة: 269 )
يعني أنت بالعقل والحكمة ، تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة ومن دون عقل ولا حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى ، أنت بالعقل والحكمة تعيش بدخل محدود ، ومن دون عقل وحكمة تدمر نفسك وأنت بدخل غير محدود ، يقول عليه الصلاة والسلام : ‏ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى.
أيها الأخوة الكرام:
أحد كبار الصحابة ، اسمه نعيم بن مسعود ، هذا زعيم غطفان وجاء على رأس جيش ليحارب النبي عليه الصلاة والسلام في معركة الخندق ، له قصة رائعة ، كان مستلقياً في خيمته ، وهو يحاصر النبي عليه الصلاة والسلام ، جرى حوار ذاتي ، داخلي ، الآن إذا إنسان ركب وسافر وحده ، ساكت ، هو ليس ساكتاً ، هناك حوار مع ذاته ، وكل واحد منكم إذا ماشي بالطريق وهو صامت ، أو جالس ينتظر وهو صامت ، لا بد من حوار مع الذات ، هذا الحوار مع الذات مهم جداً ، فهذا الصحابي الجليل يخاطب نفسه ، يقول ويحك يا نعيم ، أنت عاقل ، لمَ جئت تحارب هذا الرجل ، هل سفك دماً ، هل انتهك عرضاً ، هل اغتصب مالاً ، أيليق بك يا نعيم ، أن تحارب رجلاً رحيماً ، حاور نفسه ، كم إنسان يرتكب أبشع الأغلاط وهو غافل ، قال أيليق بك يا نعيم ، وأنت العاقل أن تحارب هذا الرجل ، ماذا فعل هذا الرجل ؟ ماذا فعل أصحابه ؟ ومازال يحاور نفسه ، ويؤنبها ، ويبحث عن الصواب ، إلى أن وقف واتجه نحو معسكر النبي ، ودخل على رسول الله ، فالنبي دهش ، زعيم قبيلة معادية، قال له نعيم ؟! قال له نعيم ، قال يا نعيم ما الذي جاء بك إلينا ، قال جئت لأعلن إسلامي ، سبحان الله بساعة تفكير ، ساعة إعمال عقل ، ساعة تأمل ساعة حديث مع الذات ، انقلب من رجل مشرك يحارب الله ورسوله ، إلى رجل مؤمن ، قال له امرني يا رسول الله ، المعركة على وشك أن ينتهي الإسلام ، قال بعض من كان مع النبي أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته ، الله عز وجل قال:

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11)

( سورة الأحزاب: 11)
الإنسان المراقب يوقن أنه بقي للإسلام ساعات ، ما اجتمع في الجزيرة عشرة آلاف مقاتل جاءوا ليستأصلوا الإسلام ، قال له امرني ، قال له أنت واحد ، فقال عليه الصلاة والسلام: خذل عنا ما استطعت ، هذا الرجل الواحد استطاع أن يدخل إلى قريش ، وأن يوقع بينها وبين اليهود الذين نقضوا عهدهم مع النبي ، قال اليهود ندموا على نقض عهدهم مع محمد ، الآن سيطلبون منكم رهائن كي لا تتخلوا عنهم ، وهذه الرهائن سوف يقدمونها إلى النبي ليقتلهم ، وقال لقريش كلام معاكس ، وقع بين قريش واليهود ما فيه الشقاق ، والله عز وجل دعم الموقف لأنه أرسل رياحاً عاتية ، قلبت قدورهم ، وأطفأت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم ، وكفى الله المؤمنين القتال.
طيب هذا إنسان من مقاتل مشرك إلى جهنم ، لما أعمل عقله وفكر الواحد منا المفروض إذا كان له عمل لا يرضي الله ، في بيته معصية زوجته ليست مستقيمة ، لم يربِ أولاده ، في دخله شبهة ، يراجع نفسه أيليق بك وأنت من طلاب العلم أن تعصي الله ، أن تفعل كذا وكذا ‏ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى ، ويقول عليه الصلاة والسلام:
لكل شيء دعامة ، ودعامة عمل المرء عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته لربه ، أما سمعتم قول الفجار:

(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10

( سورة الملك:10)
يعني مثلاً: أصحاب النبي الذين أمنوا بالنبي ، ونصروه وعزروه ، واتبعوا النور الذي انزل معه ، وصدقوه ، وحاربوا معه ، أين هم الآن ؟ في أعلى عليين ، ما من مسلم من مليار ومائتين مليون كلما ذكر أحد يقول سيدنا عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ من ترض على أبو جهل، لعنه الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم الدين ، أبو جهل ، أبو لهب ، هؤلاء أعداء الحق ، لعنوا في الدنيا والآخرة ، ما استخدموا عقلهم ، خضعوا لبيئتهم ، خضعوا للتقاليد والعادات ، الآن معظم الناس لا يستخدمون عقولهم يعيشون لحظتهم فقط ، معه مال يفعل كما يفعل معظم الناس يرتكب المعاصي والآثام ، ما في عنده حلال وحرام ، ما في عنده قيم ، ما في عنده مبادئ ، بقلك أنا مع الناس ، يسمونه الخط العريض بالمجتمع قال تعالى:

وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

( سورة الأنعام: 116 )
فأنت مع الأكثرية أم مع الأقلية ، يجب أن تكون مع الأقلية المؤمنة مع الأقلية العاقلة ، مع الأقلية المفكرة.
سيدنا علي قال: يا بني الناس ثلاثة عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولن يلجئوا إلى ركن وفيق ، فاحذر يا كميل أن تكون منهم.
في عندنا عالم رباني ، ومتعلم على سبيل النجاة ، وفي عندنا همج رعاع، هؤلاء يسمون السوقة ، دهماء الناس ، هذه الغوغائية ، كن مع النخبة ، كن مع الأقلية العاقلة ، كن مع الذي يؤثر في البيئة ولا يتأثر في البيئة.
يقول سيدنا عمر: أصل الرجل عقله ، وحسبه دينه ، ومروءته خلقه.
ويقول الإمام حسن البصري: ما استودع الله أحداً عقلاً إلا استنقذه به يوماً ما.
يعني أيام الإنسان موقف واحد يسعد به إلى أبد الآبدين ، كسيدنا نعيم لحظة عقل واحدة ، نقلته من مشرك مقاتل إلى جهنم ، إلى مؤمن صحابي جليل ، فتترض عنه الآن.
وقال بعض الأدباء صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله ، أنا لا أرى عدواً أعدى من الجهل ، قد يكون لنا عدو ، اليهود لعنهم الله ، ولكن أشد عداوة لنا منهم جهلنا ، لأن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به.
في مزارع من محافظة من محافظات بلدنا جاء إلى السوق ليشتر سماد في عنده بيوت بلاستيكية ، تقريباً غلتها مائتين ألف بأيام الشتاء وكلها حاملة ، فأراد أن يسمدها ، اشترى سماد ذواب ، قال له البائع تذوب لتر بالبرميل وترش ، بدي أكثر ، قام وضع لترين ، استيقظ ثاني يوم كله أسود ، يعني خسر مائتين ألف بيوم واحد ، لأنه ضاعف الكمية ، استخدم جهله ، ما استخدم علمه.
حدثني صديق لي يعمل في المطار قال لي عامل التنظيفات ، أثناء تنظيف الطائرة وجد أن العجلة لها غرفة كبيرة ، لما الطائرة تحلق ترفع العجلات ، حتى لا تكون العجلة مقاومة للهواء ، ولاحظ الطائر لما يطير يجعل أرجله هكذا ، حتى لا تكون الأرجل مقاومة للهواء ، كل الطائرات بعد التحليق ، هذه العجلات ترتفع وتدخل في جسم الطائرة ، فهذا العامل وجد غرفة واسعة ، قال أنا أجلس في الداخل ، لا أدفع أجرة طائرة ولا فيزا ، ولا تكيت ، ولا شيء ، شاف نفسه ذكي جداً ، ما في أزكى منه القصة وقعت في مطار دمشق ، صعد وجلس ، الطائرة ذاهبة إلى ليبيا حلقت ، بعد ما ارتفعت قليلاً أرضية الغرفة أصبحت هكذا تمهيداً لدخول العجلة ، فلما الأرض هكذا أصبحت وقع ميت ، هو أراد أن يموت ؟! لا أراد أن يكون أزكى من كل الناس ، يصل إلى بلد من دون بطاقة طائرة من دون تأشيرة ، من دون فيزا ، من دون كل شيء ، فكانت منيته ، هذا الأخ الذي حدثني بالقصة قال لي أنا أعرف مكان في القسم الداخلي بس لو ركب ، الحرارة خارج الطائرة 50 تحت الصفر ، يموت بربع ساعة من البرد ، ما الذي دمره ؟.
مرة حدثني أخ قال لي والله كنت راكب مع شخص باتجاه المطار هذا الشخص يبدو متفلت من منهج الله ، وجد جرو صغير ، وقت شتاء وبرد قارص ، والزفت لونه أسود يمتص حرارة ، فكان الطريق المعبد أدفئ من التراب ، هذا الكلب بردان قاعد ، فقدر السائق الماهر يقص يديه دون أن يميته ، أطلق ضحكة هستيرية ، أنه قدر فقط أن يقص يده ، الأخ الذي حدثني راكب إلى جانبه ، احتقره الحقيقة ، يبدو أنه لم يتكلم ولا كلمة قال لي والله السبت القادم بنفس المكان العجلة ضربة فنزل حتى يصلحها فك البراغي ، ورفع السيارة بالرافعة وسحب الدولاب وقعت فوق الدولاب السيارة ، والدولاب فوق رسغيه ، فانهرسوا ، بعد دقائق يداه اسودت ذهب إلى المستشفى وقطعت يداه الاثنتين ، أقسم لي بالله وهو حي يرزق وأعرفه ، قال لي والله بعد ثمانية أيام كان يداه مقطوعتين ، ما الذي قطع يديه ، جهله بالله ، هذا كلب ما في له أحد له رب الكلب.
من فترة بسيطة رجل وقور من أهل العلم ، راكب مركبته ضرب سيارة ضرب خفيف ، تصليحها يتم بنصف ساعة ، من ورعه كتب اسمه وكتب رقم تلفونه أنه أنا متكفل بتصليح السيارة ، يبدو أن صاحب السيارة سفيه جداً يعني بالغ بالإساءة ، قال له بدي ضرك ، قال له ربي يحميني قال له خلي الله يخلصك مني ، مضى أربع وعشرين ساعة ، صار معه حادث هذا الثاني الفاجر ، الآن معه شلل رباعي ، وفقد النطق ، كلمة حكاها ، أنا أقول كلام دقيق يا أخوان ، الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به ، هذا لو كان احترم الشخص الوقور ، وقال له مثل ما تريد ، صلحها ، ما كان صار معه شيء ، وهذا الذي داس يدي الكلب ، لو كان خاف من الله أن هذا له رب ، ما كان صار معه شيء نحن بالمناسبة كلمة لو ممنوعة بالإسلام ، إلا في عندنا لو واحدة مسموح بها لو الإيجابية ، لو ما قطعت يدي الكلب ، ما قطعت يداي ، صح هذا الكلام ، لو ما قال كلمة كبيرة جداً مع هذا الإنسان الوقور ، ما فقد حركته ونطقه ، الإنسان دائماً يحاسب نفسه ، وقال سيدنا عمر حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
لذلك صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله ، وقال بعض البلغاء خير المواهب العقل ، وشر المصائب الجهل ، وقال بعض الشعراء:
يزين الفتى في الناس صحة عقله
وإن كان محظوراً عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس قلة عقله
وإن كرمت أعرافه ومنا سبه
يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه
على العقل يجري علمه وتجاربه
وأفضل قسم الله للمرء عقله
فليس لأشياء شيء يقارب
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقد كملت أخلاقه ومآربه
الحقيقة في عندنا عقل غريزي وعقل كسبي ، لكل إنسان في عنده عقل ولو كان أمي ، لكن في إنسان معه دكتوراه ، الأول العقل الطبيعي الفطري ، العقل الثاني شحن معلومات ، الإنسان محاسب على عقله وعلى فطرته ، الآن أكثر سؤال يسأل عنه الإنسان ، يا أستاذ أهل الصين أهل اليابان ، الشعوب الإفريقية ، بمجاهل إفريقية ، وغابات الأمازون كيف يحاسبون يوم القيامة ، أول شيء الله أودع فينا عقل ، هذا العقل كافي كي تعرفه ، وأودع فينا فطرة هذه الفطرة كافية لكي تعرف خطئك ، فكل إنسان لم تصله رسالة يحاسب على أصول الدين التي يمكن أن يعرفها العقل ، وعلى أصول فطرته التي يمكن أن تكشف خطئه ، أما تفاصيل الدين لا يحاسب عنها ، أما الشيء الدقيق هو أن الله تولى هداية الخلق قال:\

إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)

( سورة الليل: 12)

وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ

( سورة النحل: 9 )
يعني وعلى الله بيان سبيل القصد وقال:

(وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23

( سورة الأنفال: 23)
فلذلك الله عز وجل يتولى الناس كلهم بالهداية ، والإنسان محاسب على ما أودع الله فيه من عقل يعرفه بالله ، ومن فطرة تعرفه بخطئه بعض العلماء فسر قول الله تعالى:

لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا

( سورة يس: 70 )
أي من كان عاقلاً ، الحقيقة العقل هو الجهاز ، يتعرف إلى المحيط الخارجي ، هذا الجهاز لا يفهم الشيء إلا بسبب ، ولا يفهم الشيء إلا بغاية ولا يفهم الشيء إذا كان متناقضاً ، هذه مبادئ العقل الثلاث ، الله عز وجل خالق الأسباب ، الله خلق الأسباب ، أودع فينا عقل لا يفهم الأشياء إلا بأسبابها.
الآن قاضي التحقيق إذا كان أثبت هذا المتهم ، أن وقت الجريمة كان بحلب ، لا في دمشق ، يخرج براءة ، لأن القاضي عنده عقل الإنسان لا يكون في مكانين في آن واحد ، فإذا كان أثبت أنه كان في مدينة بعيدة وقت الجريمة إذاً هو ليس متهماً.
يعني كل واحد منا يستخدم عقله باليوم آلاف المرات ، واحد يقول لك في خربشة ، معناه في حشرة ، في حيوان في البيت ، فالصوت يدله على حركة ، الرائحة يقول لك في حريقة ، في شيء يحترق مثلاً ، فالعقل لا يكشف الحقيقة إلا بأسباب مادية ، عن طريق الحواس ، هذه العملية اسمها الاستدلال ، هذه العملية الوحيدة للعقل ، الاستدلال ، ينتقل من محسوس إلى مجرد ، أما أمور الآخرة ، أمور الجنة والنار ، والجن والملائكة ، الماضي السحيق ، المستقبل البعيد ، هذه لا دخل للعقل بها إطلاقاً ، هذه أخبار ، نحن في عندنا يقين حسي ، ويقين استدلالي علقي ويقين إخباري ، فالحيوان يتعامل مع المحيط بالحواس فقط ، أما الإنسان يتعامل مع المحيط بالحواس والعقل ، أما المؤمن يتعامل مع الحقيقة بالخبر الله أخبره في جنة ، الآن أكبر مشكلة تقع بين مسلم يناقش إنسان ملحد يقول له أين الله ، مثلاً ، الله عز وجل لا تدركه الأبصار ، اثبت لي أنه في جن ، ما في إثبات علمي ، في إثبات إخباري ، الله أخبرني ، أنا أمنت بالله والله عز وجل أخبرني أن هناك جن ، فأنت دائماً لازم تعرف في عندنا حقيقة حسية ، وحقيقة عقلية ، وحقيقة إخبارية ، كل حقيقة لها طريق ولها دليل ، ولها برهان ، برهان القضايا الحسية اللمس ، والشم والصوت ، والصورة ، وما إلى ذلك ، أما برهان القضايا العقلية الاستدلال برهان القضايا الغيبية الخبر ، فأنت تؤمن بالآخرة عن طريق الخبر تؤمن بوجود الله عن طريق العقل ، تؤمن بالشمس عن طريق العين ترى الشمس ساطعة فتؤمن ، ترى أن كل خلق يحتاج إلى خالق ، كل نظام يحتاج إلى منظم ، كل حكمة تحتاج إلى حكيم ، كل تسيير يحتاج إلى مسير تؤمن بالله استنباطاً ، أما أمور الآخرة تؤمن بها تصديقاً.
في موضوع دقيق جداً ، أنت لك حواس وعندك عقل ، في لذائذ حسية ولذائذ عقلية، إذا الإنسان برمضان ترك الطعام والشراب حسب ما الله أمره ، يجوع ، حسياً يجوع ، ويعطش ، ويتمنى أن يشرب ، يتمنى أن يأكل ، لكن شاعر بلذة عقلية أنه هو مطيع لله عز وجل ، يلي يأكلون كثير يتضايقون ، في شخص لا يأكل لكن شاعر نفسه خفيف نشيط ، فكل ما ارتقى الإنسان يتعامل مع اللذائذ العقلية ، الآن إنفاق المال في خسارة مادية لكن في معه لذة عقلية ، أنه أنا أصبحت محسن ، الله يحبني ، أنا أكرمت إنسان ، ساهمت في حل مشكلة المسلمين ، فكل ما ارتقى الإنسان يبحث عن لذة عقلية ، وكل ما هبط مستواه يبحث عن لذة حسية ، الآن امرأة حسناء لك أن تملأ عينيك منها هذه لذة حسية ، ولك أن تغض البصر عنها لذة عقلية ، لأن أنت ما في قانون يمنعك ، ما في قانون أرضي يحاسبك على إطلاق البصر ، إلا أنك بإخلاصك الشديد لله ولمحبتك له ، ولخوفك منه ، تغض البصر ، مع أن جهة في الأرض لا تحاسبك ، من غض بصر عن محارم الله أورثه الله حلاوة في لبه إلى يوم يلقاه.
جلست مرة مع طبيب يعمل في جراحة القلب ، قدم له طعام نفيس جداً رفض أن يأكل ، يبدو أنه كل يوم عنده عملية ، يرى الأوعية مسدودة بالقشطة ، والكولسترول ، فما أكل ، الواحد يؤاثر ويأكل ، لكن ينسدوا شرايينه بدو عملية قلب بعدين ، هو ترك الطعام وهو يشتهيه ، لكن شعر بلذة أن إرادته قوية ، ويحمي قلبه من الانسداد.
فكل ما ارتقى مستواك تتعامل مع اللذائذ العقلية ، الآن انظر الذي يجاهد في سبيل الله ، روحه على كفه ، ، لكن يشعر نفسه من أعظم الناس هو باع نفسه لله عز وجل ، انظر للذي ينفق ماله ، الأغنياء والأقوياء عندهم طرق للسعادة لا توصف لكن لا يعرفونها ، يظن سعادته بجمع المال أما إنفاق المال في سعادة كبيرة جداً ، يعني الذي يدخل على قلب المنفق من السرور لا يوصف أبداً ، لذلك الله عز وجل قال:

خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم ْ

( سورة التوبة: 103 )
تطهرهم من الشرك ، وتزكي نفوسهم بالإقبال على الله ، قال له:

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُم ْ
( سورة التوبة: 103 )
بالمناسبة الذي عنده عقل يتعامل مع البيان ، الذي ما عنده عقل يتعامل مع الواقع ، الدنيا شتاء ، وفي أمطار ، وفي ثلوج ، وأنت عندك سفرة لحمص ، طلعت ، وواضعين عند منطقة دوما لوحة أن الطريق إلى حمص مغلق بسبب تراكم الثلوج مثلاً في النبك ، أنت في دوما هل تكمل ؟ لكن الأرض ناشفة ، الطريق سالك ، تعاملت مع البيان فقط ، لو دابة ماشية ورأت هذه اللوحة تقف ؟ تكمل ، أين تقف ؟ عند الثلجات ، انظر إلى تعامل الإنسان مع البيان، ومع الواقع ، الآن الذي يدخن متى يقلع عن التدخين ؟ عند سرطان الرئة ، يقف ، أما إذا كان عنده عقل أن الدخان يتلف له جسمه ، يعمل جلطة ، يؤدي إلى غرغرين ، يؤدي إلى أمراض يدعه وهو صحيح ، في بشارة ، إذا الإنسان أقلع عن التدخين قال خلال شهر أو شهرين تزول أثار التدخين المتراكمة سابقاً ، والإنسان إذا ترك الدخان له مكافأة من الله عز وجل ، يعود جسمه صحيح ، قف عند هذه النقطة ، في تعامل مع البيان.
مثل آخر: راكب دراجة والطريق هابط ، والدارجة مريحة بالنزول ، والطريق معبد ، وفيه زهور ، وفي طريق صاعد حفر وأكمات ، وصخور ، وتتعرق ، وبالنزول تجرها جر ، الواقع يقول لك......... الآن أكثر الناس على النزلة ماشيين ، يملا عينيه من الحرام ويكسب مال حرام ، ويأكل طعام حرام ، مسرور ، الموضوع لوحة لطريقين هذا الطريق النازل ينتهي بحفرة ما لها من قرار ، فيها وحوش والطريق الصاعد ينتهي بقصر منيف لمن دخله ، في خمس كلمات على اللوحة بتخليك تصعد وتتحمل الصعود ومشاكله ، هذه القصة كلها.
هذا المثل ضربته آلاف المرات لكنه معبر ، كان بيتي في العفيف وما كان عندي سيارة أركب بباص المهاجرين ، بالمرجة بأيام الصيف يقف بالمرجة باتجاه الشرق آخر موقف له ، تلاقي على اليمين شمس على اليسار ظل ، اجلس على اليمين على الشمس ، الركاب ينظرون إلي ! الباص سيدور دورة خلال دقيقة ، وتنعكس الآية ، وأتمتع بالظل لآخر خط ثلث ساعة ، الراكب ما استخدم عقله تمتع بالظل دقيقة ، وجاءته أشعة الشمس ثلث ساعة، أنا جلست في الشمس ، لأنه سوف يدور الدورة ، هذا مثل بسيط جداً ، لكنه معبر جداً.
المؤمن أطاع الله في الدنيا فكسب الآخرة ، والكافر ؛ كم جلسة فيها فسق وفجور ، وكم فلم شاف ، وكم سهرة ماتينه ، ومات ، تحمل جهنم إلى أبد الآبدين ، فالمؤمن أطاع الله في الدنيا القصيرة ، فكسب الآخرة ، هذه القضية كلها.
لذلك قيام المرء عقله ، والله قال:

أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)

( سورة القصص: 60)

قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (10)

( سورة الملك: 23)

أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)
( سورة الجاثية: 23)

أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)

( سورة الذاريات: 21)

وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)

( سورة آل عمران: 143)
قال له: اعقلها وتوكل ، للناقة ، ما معنى عقلت ؟ يعني ربطت ما معنى إنسان عاقل ، يعني عنده موانع ضد الأعمال السيئة ، يمنعه عقله أن يأكل مال حرام ، يمنعه عقله يزني ، يمنعه عقله يعتدي على أموال الناس ، يمنعه عقله يتكلم كلام بذيء ، فالعقل لجام ، والنبي قال:
الإيمان قيد الفتك ، ولا يفتك مؤمن.
يعني بشكل عام ، أنت عندك حركة باليوم ، تخرج من بيتك ، في فتاة ، أنت فيك تنظر ، أو تغض ، كل شيء بسعره ، تأتي إلى المحل ممكن أن تكذب ممكن أن تصدق ، تحلف له يمين أنها مو موفية مثلاً بالبيع والشراء ، ممكن أن تكذب ممكن أن تصدق ، فإذا استخدمت عقلك ليش لأكذب ، الرزاق هو الله ، ليش لأنظر لهذه المرأة ، الزواج طريقه سالك ، في بالجنة حور عين ، فكلما واجهت مشكلة استخدم عقلك واستخدم عقلك الصريح ، الأصلي ، واستخدم الشرف الحنيف ، وارجع للوحي الكتاب والسنة ، بتلاقي الكتاب والسنة ، والعقل الصحيح والفطرة السليمة ، تأمرك أن تكون مستقيماً.
والله مرة قرأت عن أستاذ جامعة في بلد أجنبي أنه ما شرب خمر بحياته ولا دخن ، وكان ينام باكراً ، ليس مسلماً ، ولكنه وصل بعقله أن لا بد له من أن ينام باكراً كي يستيقظ نشيطاً ، يذهب إلى عمله ، والدخان والخمر يتلفان حياته ، في أيام إنسان يصل للشرع من خلال علقه ، لأن الشرع يأمر بالخير ، بالسلامة بالسعادة.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ننتفع بعقولنا ، وقوام الرجل علقه والعقل أصل الدين.
والحمد لله رب العالمين ...الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي

آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7

Posted: 16 Aug 2013 02:03 AM PDT

آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7


آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7


Revo Uninstaller Pro 3.0.7

Multilangual


آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7

آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7

آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7


آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7

آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7



آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7



آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7


download


آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7


download


آخر إصدار لعملاق إزالة البرامج من جذورها Revo Uninstaller Pro 3.0.7


download

الاستقالة

Posted: 15 Aug 2013 03:43 PM PDT

السلام عليكم

اود الاستفسار عن الاستقالة انا استاذ في التكوين المهني ولقد شاركت في مسابقة في شركةجزائرية للكهرباء تابعة لقطاع اقتصادي بعد الفوز انشاء الله اريد وضع استقالتي لكن مسبقا اعلم انها مرفوضة فان رفضت سوف اتخلى عن المنصب

ماهي العقوبات المترتبة علي وهل يمكنهم مقاضاتي او فعل اي شئء اخر ارجو الافادة من فظلكم

كراك تفعيل Office 2013 و Windows 8

Posted: 15 Aug 2013 06:22 AM PDT

ملاحظة هامة : جميع هذه البرامج تشغلها run as administrator

بعد فك الضغط ، ندخل إلى المجلد

أولا و قبل كل شيء اضغط على

Check_Activation_All.cmd

بعد ذلك أهم خطوة اضغط على

KMSnano.exe

و اتركه يفك الضغط و يفعل كل شيء

وبعد ذلك اضغط على

TriggerKMS.exe

ثم أخيرا

Run Trigger.cmd

رابط التحميل



http://www.gulfup.com/?HBxaOD

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

Posted: 15 Aug 2013 04:37 AM PDT

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار

filedwon.info

download

up.media1fire

download

برنامج AdwCleaner 3.000 لحجب الإعلانات المزعجه والضاره بأخر إصدار